من اقوال الشيخ الشعراوى
إياك أن تظن أن الأمية عَيْب في رسول الله ٬ فإنْ
كانت عيباً في غيره ٬ فهي فيه شرف ؛ لأن معنى أمي يعني على فطرته كما
ولدتْه أمه ٬ لم يتعلم شيئاً من أحد ٬ وكذلك رسول الله لم يتعلَّم من
الخَلْق ٬ إنما تعلم من الخالق فعلَتْ مرتبةُ علمه عن الخَلْق.
إياك أن ترد الأمر على الله سبحانه وتعالى !!
فإذا كنت لا تصلي ٬ فلا تقل وما فائدة الصلاة ٬ وإذا لم تكن تزكي
٬ فلا تقل تشريع الزكاة ظلم للقادرين ٬ وإذا كنت لا تطبق شرع الله
٬ فلا تقل أن هذه الشريعة لم تعد تناسب العصر الحديث ٬
فإنك بذلك تكون قد كفرت والعياذ بالله !
ولكن قل يا ربي إن فرض الصلاة حق ٬ وفرض الزكاة حق
وتطبيق الشريعة حق ٬ ولكنني لا أقدر على نفسي
فارحم ضعفي يا رب العالمين ٬ إن فعلت ذلك ٬ تكن عاصيا فقط
إنْ أخذنا بمبدأ الهجرة فلا بُدَّ أن نعلم أن
للهجرة شروطاً أولها أنْ تهاجر إلى مكان يحفظ عليك إيمانك ولا ينقصه ٬
وانظر قبل أنْ تخرج من بلدك هل ستتمكن في المهجر من أداء أمور دينك كما
أوجبها الله عليك ؟ فإنْ كان ذلك فلا مانع ٬ وإلا فلا هجرةَ لمكان يُخرِجني
من دائرة الإيمان ٬ أو يحول بيني وبين أداء أوامر ديني. وهل يُرضيك أنْ
تعيش لتجمع الأموال في بلاد الكفر ٬ وأنْ تدخل عليك ابنتك مثلاً وفي يدها
شاب لا تعرف عنه شيئاً قد فُرِض عليك فَرْضاً ٬ فقد عرفته على طريقة القوم ٬
ساعتها لن ينفعك كل ما جمعت ٬ ولن يصلح ما جُرِح من كرامتك.
ويكفيك عِــزّاً وكرامة أنك إذا أردت مقابلة سيدك أن يكون الأمر بيدك ..
فما عليك إلا أن تتوضأ وتنوي المقابلة قائلا : الله أكبــر ..
... فتكون في معية الله عز وجل في لقاء تحدد أنت مكانه وموعده ومدته ..
وتختار أنت موضوع المقابلة ..
وتظل في حضرة ربك إلى أن تنهي المقابلة متى أردت ..!
فما بالك لو حاولت لقاء عظيم من عظماء الدنيا ؟!
وكم أنت ملاقٍ من المشقة والعنت ؟!
وكم دونه من الحُجّاب و الحراس ؟!
ثم بعد ذلك ليس لك أن تختار لا الزمان و المكان و لا الموضوع ولاغيره ..!
اذا رأيت فقيرا فى بلاد المسلمين ..
فاعلم أن هناك غنياً سرق ماله
أي عقل فيه ذرّة من فكر لا يجعل لله تعالى شبيهاً ولا نظيراً ولا يُشَبِّهُ
بالله تعالى أحداً ٬ فالله واحد في قدرته ٬ واحد في قوته ٬ واحد في خلقه ٬
واحد في ذاته ٬ وواحد في صفاته.
القرآن يعطينا قيم الحياة ٬ التي بدونها تصبح الدنيا كلها لا قيمة لها ٬
لأن الدنيا امتحان أواختبار لحياة قادمة في الآخرة ٬ فإذا لم تأخذها
بمهمتها في أنها الطريق الذي يوصلك إلى الجنة ٬ أهدرت قيمتها تماماً ولم
تعد الدنيا تعطيك شيئاً إلا العذاب في الآخرة
الرزق هو ما ينتفع به ٬ وليس هو ما تحصل عليه ٬ فقد تربح مالاً وافراً
ولكنك لا تنفقه ولا تستفيد منه فلا يكون هذا رزقك ولكنه رزق غيرك ٬ وأنت
تظل حارساً عليه ٬ لا تنفق منه قرشاً واحداً ٬ حتى توصله إلى صاحبه ٬ قال
عليه الصلاة والسلام :
يقول ابن آدم مالي مالي ٬ وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ٬ ولبست فأبليت ٬ أو تصدقت فأمضيت
المنافقون لا يلتفتون إلى القيم الحقيقية في الحياة ٬ ولكنهم يأخذون
ظاهرها فقط ٬ يريدون النفع العاجل ٬ وظلمات قلوبهم لا تجعلهم يرون نور
الإيمان ٬ وإنما يبهرهم بريق الدنيا مع أنه زائل ووقتي
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ
وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُون
لماذا تشهد؟ لأنها لم تعد مسخرة للإنسان تتبع أوامره في الطاعة والمعصية ٬
فحواسك مسخرة لك بأمر الله في الحياة الدنيا وهي مسبحة وعابدة. فإذا أطاعتك
في معصية فإنها تلعنك لأنك أجبرتها على المعصية فتأتي يوم القيامة وتشهد
عليك.
{فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله}[الجمعة:10].
كأنك ذهبت للمسجد لتأخذ شحنة إيمانية تعينك وتسيطر على كل حواسك في حركتك
في التجارة، وفي الإنتاج، وفي الاستهلاك، وفي كل ما ينفعك وينمي حياتك.
وحين يأمرك ربك أن تفرغ لأداء الصلاة لا يريد من هذا الفراغ أن يعطل لك
حركة الحياة، إنما ليعطيك الوقود اللازم لتصبح حركة حياتك على وفق ما أراده
الله.
انظر إلى الهدهد يقول لنبي: {أحطت بما لم تحط به..} [النمل:22].
هذا هو الهدهد المخلوق الأقل من سليمان عليه السلام يقول له: عرفت ما لم
تعرفه، وكأن هذا القول جاء ليعلمنا حسن الأدب مع من هو دوننا، فهو يهب لمن
دوننا ما لم يعلمه لنا، ألم يعلمنا الغراب كيف نواري سوأة الميت؟ {فبعث الله غرابا يبحث في الأرض..} [المائدة:31].
فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
ما هو الخوف وما هو الحزن؟ الخوف أن تتوقع شرا مقبلا لا قدرة لك على دفعه
فتخاف منه ٬ والحزن أن يفوتك شيء تحبه وتتمناه. والحق سبحانه وتعالى يقول
في هذه الآية : من مشى في طريق الإيمان الذي دللته عليه وأنزلته في منهجي
فلا خوف عليهم ٬ أي أنه لا خير سيفوتهم فيحزنوا عليه ٬ لأن كل الخير في
منهج الله ٬ فالذي يتبع المنهج لا يخاف حدوث شيء أبدا
ما الفرق بين أن يقول الإنسان المؤمن ((بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)) في بداية كل عمل.. و بين الكافر الذي لا
يقول باسم الله .. و مع ذلك فالأعمال أيضا تعطي ثمارها للكافر و المؤمن
سواء..
الإجابة هي : إن الفرق بين المؤمن و الكافر...فرق واضح
إن المؤمن يثق بأن الله سخر له العمل .. فيطمئن و هو يؤدي العمل.. إن
المؤمن يعمل و في باله الاطمئنان .. و الإحساس والأمان و أن الخير لا يجيء
في الدنيا و حدها .. إن الخير يجيء في الدنيا و يثاب عليه المرء في الآخرة
..
أما الكافر فقد يقوم بالعمل و قد يفشل فيه..و يرث القلق على العمل و لا
يأتيه الثواب على العمل في الآخرة..
لذلك فنحن أيضا عندما نحمد الله بعد العمل.. فإننا نؤكد الصلة و الثقة بأن
الله هو الذي أعطانا فلا يدخلنا غرور أو زهو..إنما يحس الإنسان بفضل الله..
الإنسان الذي يستعلي بالأسباب سيأتي وقت لا تعطيه الأسباب.
المؤمن يتبع منهج الله في الدنيا ليستحق نعيم الله
في الآخرة .. فلو أن الآخرة لم تكن موجودة، لكان الكافر أكثر حظا من
المؤمن في الحياة .. لأنه أخذ من الدنيا ما يشتهيه ولم يقيد نفسه بمنهج، بل
أطلق لشهواته العنان .. بينما المؤمن قيد حركته في الحياة طبقا لمنهج الله
وتعب في سبيل ذلك. ثم يموت الاثنان وليس بعد ذلك شيء .. فيكون الكافر هو
الفائز بنعم الدنيا وشهواتها. والمؤمن لا يأخذ شيئا والأمر هنا لا يستقيم
بالنسبة لقضية الإيمان .. ولذلك كان الإيمان بالله قمة الإيمان بداية
والإيمان بالآخرة قمة الإيمان نهاية.
إن الدين كلمة تقال وسلوك يفعل ٬ فإذا انفصلت
الكلمة عن السلوك ضاعت الدعوة ٬ فالله سبحانه وتعالى يقول : يٰأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً
عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ - لأن من يراك تفعل ما
تنهاه عنه يعرف أنك مخادع وغشاش ٬ وما لم ترتضه أنت كسلوك لنفسك لا يمكن أن
تبشر به غيرك.
إن الانسان المؤمن لا يخاف الغد ٬ وكيف يخافه
والله رب العالمين ٬ اذا لم يكن عنده طعام فهو واثق ان الله سيرزقه لأنه رب
العالمين واذا صادفته ازمة فقلبه مطمئن الي ان الله سيفرج الازمة ويزيل
الكرب لأنه رب العالمين واذا اصابته نعمة ذكر الله فشكره عليها لانه رب
العالمين الذي انعم عليه
الفساد في الأرض هو أن تعمد إلي الصالح فتفسده،
وأقل ما يطلب منك في الدنيا، أن تدع الصالح لصلاحه، ولا تتدخل فيه لتفسده،
فإن شئت أن ترتقي إيمانيا، تأتي للصالح، وتزيد من صلاحه، فإن جئت للصالح
وأفسده فقد أفسدت فسادين، لأن الله سبحانه وتعالى، أصلح لك مقومات حياتك في
الكون، فلم تتركها على الصلاح الذي خلقت به، وكان تركها في حد ذاته، بعدا
عن الفساد، بل جئت إليها، وهي صالحة بخلق الله لها فأفسدتها، فأنت لم
تستقبل النعمة الممنوحة لك من الله، بأن تتركها تؤدي مهمتها في الحياة، ولم
تزد في مهمتها صلاحا، ولكنك جئت إلي هذه المهمة فأفسدتها ..
الفرق بين منهج الإيمان، ومنهج الشيطان، الحادثة
واحدة، ولكن الذي اختلف هو الحلال والحرام. انظر كيف يتصرف الناس في الحلال
.. في النور .. في الأمان، وكيف يتصرفون في الحرام ومنهج الشيطان في
الظلام وفي الخفية ويحرصون على ألا يراهم أحد، ومن هنا تأتي دقة التعبير
القرآني .. "وإذا خلو إلي شياطينهم".
منهج الشيطان يحتاج إلي خلوة، إلي مكان لا يراك
فيه أحد، ولا يسمعك فيه أحد، لأن العلن في منهج الشيطان يكون فضيحة، ولذلك
تجد غير المستقيم يحاول جاهدا أن يستر حركته في عدم الاستقامة، ومحاولته أن
يستتر هي شهادة منه بأن ما يفعله جريمة وقبح، ولا يصح أن يعمله أحد عنه،
ومادام لا يصح أن يراه أحد في مكان ما، فاعلم أنه يحس أن ما يفعله في هذا
المكان هو من عمل الشيطان الذي لا يقره الله، ولا يرضى عنه.
{ويل لكل همزةٍ لمزةٍ "1" }
(سورة الهمزة)
والهمزة هو الذي يسخر من الناس ولو بالإشارة..
يرى إنسانا مصابا بعاهة في قدمه، يمشي وهو يعرج فيحاول أن يقلده بطريقة
تثير السخرية، إما بالإشارة وإما بالكلام، وهناك همز وهمزه .. الهمز
الاستهزاء والسخرية من الناس، علامة عدم الإيمان، لأننا كلنا مخلوقون من
إله واحد، فهذه الصفة التي سخرت فيها من إنسان اعرج مثلا، لا عمل له فيها،
ولا حول له ولا قوة ..
والإنسان لم يصنع نفسه، والحقيقة أنك تسخر من صنع الله، والذي يسخر من خلق
الله إنسان غبي لأنه سخر من خلق الله في عيب، ولم يقدر ما تفضل الله به
عليه، كما أنه سخر من عيب ولم يفطن إلي أن الحق سبحانه وتعالى قد أعطى ذلك
الإنسان خصالا ومميزات ربما لم يعطها له، والله سبحانه وتعالى يقول:
{يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم } (من الآية 11 سورة الحجرات)
نفسيه المنافق إذا أردت أن تحددها، فهو إنسان بلا
كرامة، بلا رجولة لا يستطيع المواجهة، بلا قوة يحاول أن يمكر في الخفاء،
ولذلك تكون صورته حقيرة أمام نفسه، حتى لو استطاع أن يخفي عيوبه عن الناس،
فيكفي أنه كاذب أمام نفسه لتكون صورته حقيرة أمام نفسه
أن القلوب إذا تنافر ودها
مثل الزجاجة كسرها لا يشعب (أي لا يجبر)
جميل أن تزرع وردة في كل بستان
،،، ولكن ،،،
الأجمل أن تزرع ذكر الله على كل لسان....
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
لا تستخدم فمك
الا بـ شيئين فقط :
هم الصمت و الإبتسامہ !
- الإبتسامہ : لحل المشكلات ..
- الصَمت : لتجاوز المشكلات
من العجيب في أمر الدنيا أن أهلها حين يلعبون
ينقلون قوانين الجد إلى اللعب .. ويتركون الجد بلا قوانين !
فنحن حين نشاهد مثلا مباراة في كرة القدم نجد الدقة عند كل متفرج في أن
يتحكم في وقته تحكما لا يجعل الزمن يفلت منه ولا يجعل المكان أيضاً يفلت.
وهو يذهب ربما قبل الميعاد بساعات حتى لا يضيع عليه المكان ، ويأتي
الفريقان والحكم .. وفي اللحظة التي يطلق فيها الحكم صفارته يبدأ اللعب ..
وحين يغفل الحكم عن لعبة من اللعب يصيح الجمهور!!
إذن.. فلماذا نقلتم قانون الجد إلى اللعب وتركتم الجد بلا قانون ؟؟ لماذا
لا يكون ذلك في جد الحياة ؟؟ بحيث إذا حكم أحدكم في أمر من الأمور فأخطأ
تصايح عليه الجمهور كما في مباريات كرة القدم!
وكذلك في احترام الوقت .. أراهم يحترمون الوقت كأنه مقدس .. فيقولون: الوقت
الضائع !
شيء عجيب أن تنقلوا قوانين الجد إلى اللعب ثم تتركوا الجد بلا قوانين ..
وبعد ذلك تريدون سلامة الحياة بينما بذرتها شر.
لا سلامة للحياة إلا إذا سلمت مقدمات الحياة وسلمت بذرة الحياة .. لا
تطلبوا ثمرة خير من الحياة وبذرتها بذرة شر أبداً.
"إن الحق يريد أن نؤمن به وهو الآمر، ولو أن كل
شيء صار مفهوماً لما صارت هناك قيمة للإيمان. إنما عظمة الإيمان في تنفيذ
بعض الأحكام وحكمتُها غائبة عنك؛ لأنك إن قمت بكل شيء وأنت تفهم حكمته فأنت
مؤمن بالحكمة، ولست مؤمناً بمن أصدر الأمر.
الحيَاة ليست كما تظنون !
الحياة قِيم ومسؤوليات ورعاية
وشيء من العناء
يوما ما كل شيء سيغدو ذكرى
لا تملكون أمامها سوى
أن تبتسموا وتُخفوا عبراتكم
وكل ما تمرون به الآن استمتعوا به
يوما ما ستتمنون عودته
بأفراحه وأتراحه !
( هذا ما تحكيه لنا )
التجاعيدَ على وجوه المَسنين ..
الثائر الحق من يسعى لإطاحة الفساد.فإذا نجح يبدأ في صناعة الأمجاد
إن حكمة أي تكليف إيماني هي: أنه صادر من الله سبحانه وتعالى،
ومادام صادرا من الله فهو لم يصدر من مساوٍ لك كي تناقشه،
ولكنه صادر من إله وجبت عليك له الطاعة لأنه إله وأنت له عابد ..
فيكفي أن الله سبحانه وتعالى قال افعل حتى نفعل .. ويكفي أنه قال لا تفعل حتى لا نفعل ..
لماذا يتمنى الكافر أن يكون ترابا؟ لهول العذاب
الذي يراه أمامه. وهول الخسران الذي تعرض له. وهذا دليل على شدة الندم. يوم
لا ينفع الندم
اليقين الذي لاشك فيه هو أننا جميعا سنلاقي الله
سبحانه وتعالى يوم القيامة. وسيحاسبنا على أعمالنا. ومع أن هذا يقين، فإن
كثيرا من الناس لا يلتفتون إليه. يسعون للمستقبل المظنون. ولا يحس واحد
منهم بيقين الآخرة. فتجد قليلا من الآباء هم الذين يبذلون جهدا لحمل
أبنائهم على الصلاة وعبادة الله والأمانة وكل ما يقربهم إلي الله .. أنهم
ينسون النعيم الحقيقي. ويجرون وراء الرذائل فتكون النتيجة عليهم وبالا في
الآخرة.
إن الموت أمر حسي مشاهد .. ولذلك فمن رحمة الله
بالعقل البشري بالنسبة للأحداث الغيبية أن الله سبحانه وتعالى قربها لنا
بشيء مشاهد .. كيف؟ .. عندما ينظر الإنسان إلي نفسه وهو حي .. لا يعرف كيف
أحياه الله وكيف خلقه .. الله سبحانه وتعالى ذكر لنا غيب الخلق في القرآن
الكريم فقال جل جلاله أنه خلق الإنسان من تراب ومن طين ومن حمأ مسنون ثم
نفخ فيه من روحه..
فالحق تبارك وتعالى أخبرنا عن مرحلة في الخلق لم نشهدها .. ولكن الموت شيء
مشهود لنا جميعا .. ومادام مشهودا لنا، يأتي الحق سبحانه وتعالى به كدليل
على مراحل الخلق التي لم نشهدها
بعض الناس يشغلون أنفسهم بمن هو فرعون موسى؟ ومن
هو ذو القرنين .. الخ نقول لهم لن تصلوا إلي شيء لأن الله سبحانه وتعالى قد
روى لنا القصة دون توضيح للأشخاص. لنعرف أنه ليس المقصود شخصا بعينه. ولكن
المقصود هو الحكمة من القصة.
لا يقلق من كان له أب .. فكيف يقلق من كان له رب
في يد كل واحد منا مفتاح الطريق الذي يقوده إلى الجنة أو إلى النار ..
ولذلك إذا وفيت بالعهد أوفى الله ٬ وإذا ذكرت الله ذكرك ٬ وإذا نصرت الله نصرك !
لا تحزن
إذا ارهقتك الهموم .وضاقت بك الدنيا
بما رحبت
فربما
أحب الله أن يسمع صوتك وأنت تدعوه
لابد أن نذكر الله عز وجل بعدد النعم وعدد النقم ،
وقد يتعجب الكثير من ذلك ، فذكر الله عز وجل بعدد النعم ، أمر مفهوم ، أما
الأمر الغير مفهوم كيف أذكره بعدد النقم !؟ إذا ذكرت الله عز وجل بعدد
نعمه ، زادك منها قال تعالى وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم
إن عذابي لشديد) سورة إبراهيم ، وإذا ذكرته بعدد النقم بدل الله لك النقم
نعم
أهم شيء في التربية هو القدوة، فإن وجدت القدوة الصالحة سيأخذها الطفل تقليدًا، وأي حركة عن سلوك سيئ يمكن أن تهدم الكثير.
لا تسخر من ذي عيب فإن كان هذا العيب في خُلُقُه و دينه فقومه .. و إن كان هذا العيب في خلْقِه فتأدب مع من خَلَقَه
المتأمل في وصف البقرة كما جاء في الآيات يرى
الصعوبة والتشدد في اختيار أوصافها .. كأن الحق تبارك وتعالى يريد أن
يجازيهم على أعمالهم .. ولم يجد بنو إسرائيل إلا بقرة واحدة تنطبق عليها
هذه المواصفات فقالوا "الآن جئت بالحق" كأن ما قاله موسى قبل ذلك كان خارجا
عن نطاق الحق.
وذبحوا البقرة ولكن عن كره منهم .. لأنهم كانوا حريصين على ألا يذبحوها،
حرصهم على عدم تنفيذ المنهج. هم يريدون أن يماطلوا الله سبحانه وتعالى ..
والله يقول لنا أن سمة المؤمنين أن يسارعوا إلي تنفيذ تكاليفه
فالقوامة للرجال .. والمرأة حياتها مبنية على
الستر في بيتها .. والرجال يقومون لها بما تحتاج إليه من شئون .. والمفروض
أن المرأة سكن لزوجها وبيتها وأولادها وهي في هذا لها مهمة اكبر من مهمة
الرجال ..
إن الإيمان يجعل المؤمن يتلقى الأمر من الله طائعا
.. عرف علته أو لم يعرف .. ويقوم بتنفيذه لأنه صادر من الله .. ولذلك فإن
تنفيذ أي أمر إيماني يتم لأن الأمر صادر من الله .. وكل تكليف يأتي .. علة
حدوثه هي الإيمان بالله .. ولذلك فإن الحق سبحانه وتعالى يبدأ كل تكليف
بقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا" .. أي يا من آمنت بالله ربا وإلها
وخالقا .. خذ عن الله وافعل لأنك آمنت بمن أمرك.
الإنسان إذا استخدم جوارحه استخداما سليما بفعل ما
هو صالح له .. فإذا انتقل إلي ما هو صالح إلي ما يغضب الله فإن جوارحه لا
تفعل ولكنها تفتعل .. تتصادم ملكاتها بعضها مع بعض والإنسان وهو يفتح
الخزانة ليأخذ من ماله يكون مطمئنا لا يخاف شيئا والإنسان حين يفتح خزانة
غيره يكون مضطربا وتصرفاته كلها افتعال
الفوز في الآخرة ليس على درجة واحدة ولكن على
درجتين .. أولى درجات الفوز أن يزحزح الإنسان على النار ولو إلي الأعراف
وهذا فوز عظيم .. يكفي إنك تمر على الصراط المضروب فوق النار وترى ما فيها
من ألوان العذاب، ثم بعد ذلك تنجو من هذا الهول كله .. يكفي ذلك ليكون فوزا
عظيما .. لأن الكافر في هذه اللحظة يتمنى لو كان ترابا حتى لا يدخل النار
.. فمرور المؤمن فوق الصراط ورؤيته للنار نعمة لأنه يحس بما نجا منه ..
فإذا تجاوز النار ودخل إلي الجنة لينعم فيها نعيما خالدا كان هذا فوزاً آخر
لما سُئلْنا في الخارج من أبنائنا الذين يرغبون في
الزواج من أجنبيات ٬ فكنت أقول للواحد منهم : سَلْها أولاً: ماذا تقول في
عيسى ٬ فإنْ قالت هو رسول الله فتزوجها وأنت مطمئن ؛ لأنها كتابية ٬ وإن
قالت: ابْن الله ٬ فعاملها على أنها كافرة ومشركة.
خصوم الإسلام وبعض أهله الذين يخافون من أنْ يقضي
على سلطتهم وطُغْيانهم وجبروتهم يريدون حَصْر الإسلام في أركانه الخمسة ٬
فإنْ قُلْت بهذه المقولة لا يتعرضون لك ٬ وأنت حر في إطار أركان الإسلام
هذه ٬ لكن إياك أن تقول: إن الإسلام جاء ليُنظِّم حركة الحياة ؛ لأن حظهم
في حَصْر الإسلام في أركانه فقط ٬ وما فَهم هؤلاء أن الأركان ليست هي كل
الإسلام ٬ إنما هي أسُسه وقواعده التي يقوم عليها بناؤه ٬ لكنهم يريدون أنْ
يعزلوا الإسلام عن حركة الحياة ٬ فنقول لهم : نعم ٬ هذه أركان الإسلام ٬
أمَّا الإسلام فيشمل كل شيء في حياتنا ٬بداية من قمة العقيدة في قولنا : لا
إله إلا الله محمد رسول الله إلى إماطة الأذى عن الطريق؛ لأن الإسلام دين
يستوعب كل أقضية الحياة ٬ كيف لا وهو يُعلِّمنا أبسط الأشياء في حياتنا ؟
جاء في الأثر : العالم الحق هو الذي يعلم مَنْ خلقه ٬ ولِمَ خلقه
كلمة العبودية كلمة مذمومة تشمئز منها النفس إنْ
كانت عبودية للبشر ؛ لأن عبودية البشر للبشر يأخذ فيها السيد خير عبده ٬
لكن عبودية البشر لله تعالى يأخذ العبد خير سيده ٬ فالعبودية لله عزٌّ وقوة
ومنَعة وللبشر ذٌلٌّ وهوان ؛ لذلك نرى كل المصلحين يحاربون العبودية للبشر
٬ ويدعون العبيد إلى التحرر.
من عجيب أمر الرزق أنه أعرَفُ بمكانك وعنوانك ٬منك
بمكانة وعنوانه ٬ فإنْ قُسِم لك الرزق جاءك بطرق عليك الباب ٬ وإنْ حُرمت
منه أعياك طلبه ٬ لذلك يقول أحد الصالحين : عجبتُ لابن آدم يسعى فيما ضُمِن
له ويترك ما طُلِب منه.
No comments: